تضخم البروستات الحميد
ما هي البروستاتا
هي غدّة ذكرية تناسلية صغيرة الحجم تتواجد في أسفل البطن وأعلى المثانة، محاطة بالعديد من الأوردة التي تساعد في تدفق الدم إلى العضو الذكري، وهي تعمل على إفراز السائل المنوي الذي يسمح بتسهيل حركة الحيوانات المنوية ويسرع حركتها أثناء عملية الإخصاب، وتعتبر مهمتها إلى جانب الخصيتين هما الأكثر ضرورة في العملية التناسلية عند الذكور، ولذلك فإن أي ضرر يصيب أيا منهما يمكن أو يؤثر بشكل كبير على الإخصاب عند الرجل، تفرز هذه الغدة سائلاً شفافاً، يحتوي على العديد من العناصر و الأنزيمات والأحماض.
هناك فرق بين التهاب البروستاتا الذي قد يتعرّض له أي شخص في أي مرحلة عمرية بعد البلوغ و بين تضخّم البروستات والذي ينتشر بين كبار السن عندما تبدأ هرمونات الذكورة فى الانخفاض، وهنا تبدأ البروستاتا فى التضخم مما يؤدي إلى تضييق بطيء في مجرى البول مسبباً صعوبة و ضعف تدفق في التبول و تقطع تدفق البول و الاستيقاظ من النوم بشكل متكرر و الإحساس بعدم إفراغ المثانة كامل.
و تدلل الإحصائيات العالمية أن تضخم البروستات يصيب الملايين من الرجال الذين تجاوزوا 50 سنة من العمر بنسبة حوالي 40% بعد سن الستين و90% بعد سن الخامسة والثمانين.
فى الحالات المتأخرة، قد يؤدى تضخم البروستاتا إلى مضاعفات مثل احتباس حاد البول و تكون حصوات بالمثانة البولية و التهابات المسالك البولية و قد تؤدي للفشل الكلوى لا قدر الله.
مما يؤثر تأثيراً سلبياً على حياة أكثر من 50% فوق سن الخمسين. و رحلة العلاج تبدأ مع هذا المرض ما بين الأدوية والجراحات. والأن منذ أواخر عام 2012 انتشرت التدخلات لعلاج التضخم الحميد للبروستاتا بالقسطرة التدخلية من خلال فتحات صغيرة جداً بالجسم كبديل للجراحات التقليدية وتتميز عمليات الأشعة التدخلية بأنها لا تحتاج للبقاء فى المستشفى مثل الجراحة ويعود أكثر من 90% من المرضى لبيوتهم فى نفس يوم العملية.
طريقة عمل القسطرة التدخلية للبروستاتا
عمليات القسطرة التدخلية، يتم التعقيم ثم حقن مخدر موضعى فى أعلى الفخذ و عن طريق فتحة صغيرة يتم إدخال قسطرة فى الشريان الفخذى و توجيهه تحت الأشعة السينية حتى الوصول للشريان الحوضى الرئيسى، ثم يتم إدخال قسطرة متناهية الصغر قطرها حوالى ملليمتر واحد داخل القسطرة الأولى وتوجه حتى الوصول للشريان المغذى للبروستاتا. ثم يبدأ حقن حبيبات طبية دقيقة جداً ويتم عمل هذه التقنية فى الفص الأيسر ثم الأيمن من البروستاتا.. ومع قطع الدم ومن ثم الغذاء عن البروستاتا يتقلص حجمها من بين الثلث إلى النصف تقريباً فى فترة ما بين شهر إلى ستة أشهر فيتسع مجرى البول ويسهل عملية التبول على المريض. بعد العملية مباشرة يمكث المريض بالمستشفى حوالى 4 ساعات ثم يعود لمنزله ويمكنه ممارسة حياته الطبيعية من اليوم التالى للقسطرة ويشعر المريض بتحسن ملحوظ بعد أسبوع واحد من عمل القسطرة.
ومن أهم مميزات هذه العملية
أن نتائجها مرضية جدا و أن الجزء الذى يضمر بعد الحقن لا يعاود النمو كما هو الحال فى بعض العلاجات الأخرى و لا تسبب سلساً بولياً ولا قذفاً مرتجعاً ولا تؤثر على القدرة الجنسية للمريض. ومن أهم مميزاتها أن مضاعفاتها نادرة مثل حدوث التهابات بالبروستاتا، ويحدث ذلك فى حالة إهمال المريض لأخذ المضاد الحيوى، أو فى حالة ضعف المناعة مثل مرضى السكر.
وتثبت الأبحاث العالمية أن نسبة النجاح التقنى (نجاح العملية) تقترب من الـ100% ونسبة النجاح الإكلينيكى (استفادة المريض من العملية) حوالى 93%، وذلك إذا تم عمل القسطرة بواسطة أحد الخبراء فى هذا المجال وعلى جهاز قسطرة متطور..